الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث هكذا انطفأ نور شمعة تونسية اسمها منار بوزياني في محيط مدرسي ملوث...

نشر في  07 أفريل 2017  (19:36)

منذ بداية السنة الدراسية الحالية وعلى غرار المدرسة الإبتدائية الهدى بمنطقة الرضاع بمعتمدية الرقاب من ولاية سيدي بوزيد، يعيش الأولياء حالة من الرعب والخوف من انتقال عدوى الفيروس الكبدي بين ابنائهم التلاميذ، مادامت السلطات المحلية والجهوية لم تتخذ اجراءات وقائية وفي ظل انتشار الأوساخ والمياه الملوثة بالمدارس الإبتدائية في أرياف المنطقة.

وفي متابعة لخبر وفاة التلميذة منار بوزياني في عمر الزهور (9 سنوات) بالمدرسة الإبتدائية الهدى بمعتمدية الرقاب بعد معاناة مع مرض الفيروس الكبدي الخمييس 6 أفريل 2017، تعطلت الدروس بالمدرسة المذكورة وتحرك الأهالي حال سماعهم خبر وفاة التلميذة وتم غلق المؤسسة الى حين حضور المسؤولين الجهويين والمحليين للوقوف على الوضع المزري والمتردي للمدرسة.

وبحلول المدير الجهوي للصحة رفقة فريق صحي، تجمع اهالي المنطقة ونددوا بتقصير مندوبية الصحة في التدخل الناجع للحد من انتشار الفيروس الكبدي.

في ذات السياق صُدم عدد من الأولياء والأهالي بالوضعية الكارثية للمجموعة الصحية بالمدرسة... مراحيض صفراء وبنية من جراء تراكم الأوساخ والجراثيم والروائح الكريهة والمحاذية للماجل الذي يشرب منه جل تلاميذ المدرسة، سرعان ما عمد عدد من الشباب الى هدم جزء من المجموعة الصحية التي تعود الى زمن 1984 وفق ما اكده الأهالي.

المدرسة الإبتدائية الهدى بمنطقة الرضاع بالرقاب تفتقد لأبسط مقومات التعليم من غياب تام للتجهيزات وللمرافق الأساسية.. شقوق في جدرانها والأسقف وهي آهلة للسقوط في أي لحظة وغياب وسائل الحماية حيث تفاقد للسور الخارجي.

وحسب ما أكده عدد من الأولياء فان نتائج التلاميذ متدنية متهمين مدير المؤسسة بالتهاون والتقصير مطالبين وزارة التربية بإقالته من هذه الخطة معبرين عن استنكارهم واستغرابهم من تعطل الدراسة في عدد من الأقسام بتعلة عدم وجود معلمين نواب وبتهاون من مدير المدرسة الذي لم يعلم المندوبية بتوفير اطار تربوي للتلاميذ وفق قولهم.

وبعد أكثر من خمس ساعات انتظار، حل المندوب الجهوي للتربية بسيدي بوزيد وبمعية متفقد مكلف من وزارة التربية بالمدرسة وسط حالة من الغليان تم خلالها منع الصحفيين والمدير الجهوي للصحة من مغادرة المدرسة إلا بشرط ان يتخذ مندوب التربية قرارات ملموسة للمؤسسة.

وبعد أخذ وردّ عجز كل المسؤوليين عن إطفاء نار اللوعة والتوتر لدى أهالي الجهة، فقط هي حلول إعتبرها العديد من الحاضرين استهزاء بالجهة وللمؤسسة التربوية.

ومن بين القرارات المتّخذة غلق الماجل المتواجد داخل المدرسة باعتبار الماء الموجود به ملوث كما سيتم قريبا الشروع في بناء مجموعة صحية والاذن للتلاميذ والمعلمين استعمال مرحاض المنزل الوظيفي القريب من المدرسة ومراحيض المسجد الموجود بالمنطقة.

هذا وعبر الاولياء واهالي منطقة اولاد بوزيان بالرضاع بتسليم أمرهم لله مهددين بغلق المدرسة ومنع الدراسة فيها الا في صورة تم اتخاذ قرارات فورية وعاجلة لتحسينها.

يذكر انه لليوم الثاني على التوالي الدروس معطلة والمدير لم يلتحق بعمله.

شمعة مظيئة تدعى منار بوزياني انطفأت أمس بين أحضان والديها بعد معاناة مع مرض " البوصفير" نتيجة التلوث في مياه الشرب والمجموعة الصحية التي لا ترتقي ان يستعملها الحيوان او حتى دخولها.

ما رصدته اخبار الجمهورية خلال تغطيتها للأحداث هناك يرتقي ان يطلق عليها عبارة فضيحة للمسؤولين في سيدي بوزيد والرقاب وعلى رأسهم وزارة التربية التي لم تلتفت ولو لمدرسة ريفية في جهات الرقاب وسيدي بوزيد عموما..

استهتار وتهاون من طرف مدير كثير الغيابات على حد تعبير الأولياء. ربما مغادرة التلميذة منار بوزياني تلك الظروف المزرية الى قبرها راحة لها من اهوال ومعاناة كانت ستعترضها.

منير الهاني